هل تقدم جامعاتنا أكثر من إحتفالات التخرج الصاخبة؟
في سبتمبر مـِنْ كُلِ عام نِحْتفلُ بـِتَخْرِيج دُفَعات جديدة من الخريجين من مختلف الكليات.و كل مناسبة يُصَاحبها كثيرٌ من البَهْرجة واستعراض غير عادي للإثارة، حيث تُفرِطُ الجامعات في الإنفاق على الحفلات مـِمَا يزيد مـِنْ الأعباء الإقتصادية عَلى كَاهـِل الأسر المُثَقَلةِ أصلاً بأزمة مَعيشـِية غير مسبوقة. فضلاً عَن ْهذا التَكَلف المادى الغير مبرر، فإن كل هذه الاحتفالات السنوية تغمرنا جميعا بالسعادة، وتُحْيـِي في نفوسنا الأمل بمستقبلٍ أفضل. إضافة إلى ذلك، إن مَشَاهـِد الفرحة والابتسامات على وُجُوه الخريجين وأسرهم، ورضَاهُم عن كل ما بذلوه منْ جهدٍ جبَّارٍ و تضحيات من أجل حياة ٍكَرِيمة لأولادهم يبعث على الفخر والاعتزاز. من ناحية الأخرى فإن الأعداد الهائلة من الخريجين، والتي تزداد في كل سنة، يعتبرها البعض دليلا واضحا على ما حققنا منْ إنجازات في مجال التعليم علي مدار العقدين الماضيين. فلا شك أن أعداد الطلاب المُقَيدين في المراحل التعليمية المختلفة تَزايَدَت بـِشكل مطرد ومتواصل، مـِما سَاعدَ في تَقلِيل نسبة الأمية بين طبقة الشباب في المجتمع، وأثّر بالإيجاب علي الوعي...